الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات الحقيقة الكاملة لاستيراد العالم العربي فاكهة محقونة بفيروس «السيدا»

نشر في  08 مارس 2016  (14:32)

تبدع بعض الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي في اختلاق الأساطير، وتلعب على وتر استغلال سذاجة البعض وتدنّي مستواهم الثقافيّ والاجتماعيّ لتحقيق مآرب وغايات ربحيّة بحتة. حتّى إن العديد منها قرّر في الأسابيع المنصرمة اختلاق أكذوبة ماكرة عنوانها: «بعض أنواع الفاكهة المستوردة الى لبنان والبلدان العربيّة محقونة بفيروس السيدا». حتّى إنها لم تكلّف نفسها عناء اختيار مصطلحات صحيحة للنبأ والقول «فيروس الإيدز»، بدلاً من استخدام مصطلح «سيدا». للوهلة الأولى، الخبر صادم. وإذا كان المواطنون معتادين على اللهو بحساباتهم الرقميّة، بدل الاستفادة البنّاءة منها، سيلجأون الى إعادة النشر والتصديق والتهويل، دون تفكيرٍ أو علمٍ مسبق بأنهم بذلك يشاركون في التحريض على ارتكاب جريمةٍ الكترونيّة. وإذا كان الهدف من تناقل الصور، الإستفسار عن حقيقة الموضوع، فإن الأجدر بـ»روّاد العصور المظلمة الإفتراضيين» أن يكلّفوا أنفسهم عناء الإتصال بالطبيب المختصّ والسؤال عن حقيقة الوضع. لكن المؤسف، أنهم ينسون ما اقترفوه بعد دقائق. لا بل إنهم ولو صادفوا «موزة حمراء» ربّما لتناولوها بهدوءٍ وسكينة. لكن أكثر ما يثير السخط في هذه المعمعة، هم أولئك الذين يستغلّون صور ذوي الحاجات الخاصّة، فينشرونها بهدف شهرة صفحتهم ويكتبون لك فوق الصورة: «يا رب اقطع يدي ورجلي واحرق وجه كلّ من يرى صورة هذا الصبيّ المسكين ولا يضغط لايك ويكتب تعليق بهدف شفائه». المخجل أكثر، هو الأعداد الهائلة و» بالملايين» من أزرار الإعجاب وآلاف التعليقات التي تسجّل، ليس تعاطفاً مع الولد، بل خوف من أن تنقلب عليهم تعويذة الصورة. وماذا عسانا نعلّق على هذه التعليقات الساذجة، سوى بعبارة: «لا تعليق».

فيروس الإيدز لا يعيش خارج جسم الإنسان

جاء في الخبر المتناقل في مواقع التواصل الإجتماعي، والذي أرفق بصورة فاكهة الموز وهي تحقن بالدماء، التعليق التالي: «إذا تبيّن لكم عند تقشير فاكهة الموز أنها تحتوي على لونٍ أحمر فلا تأكلوها لأنها حاملة لفيروس السيدا، فهناك شركات تعتمد على تلقيح هذه الفاكهة بدماء تحمل الفيروس السابق الذكر وبعد حقنها، يدخلونها في حاويات للتبريد حتى يظهر لآكلها أنها نقطة حمراء صغيرة ولا يعيرها اهتماماً. المرجو أن يعمّم هذا الإعلان الذي يحمل التحذير». ولمعرفة مدى صحّة المعلومات الطبيّة الواردة في الصورة، اتّصلت «النهار» بالإختصاصي في الطب الداخلي في مستشفى القدّيس جاورجيوس الدكتور فريد معلوف الذي أكّد أن «مرض السيدا لا ينتقل عبر الطعام، وهو لا يعيش سوى في جسم الإنسان، ويموت بعد ثوانٍ أو دقائق من خروج الدمّ من الجسم، وبالتالي فإن هذه الأخبار عارية من الصحّة. ويشير الى أن «انتقال العدوى يحصل من خلال العلاقات الجنسيّة بشكلٍ خاص، في حين أن إمكانيّة انتقاله بالدم باتت ضئيلة لأن المستشفيات تتنبّه الى هذا الموضوع».

النهار